علاج المياه الزرقاء في العين

علاج المياه الزرقاء في العين

علاج المياه الزرقاء في العين 

ينصح الأطباء دائماً بضرورة علاج المياه الزرقاء في العين فوراً دون تأخير، خوفاً من تطور مضاعفات الإصابة بها،
فضلاً عن ضرورة الخضوع للفحص الدوري لتجنب أنتظار ظهور الأعراض خاصة لبعض الأشخاص الذين لديهم نسبة خطر أعلى للإصابة بها.

ما هي المياه الزرقاء في العين؟

المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما، أحد الأمراض المزمنة التي تصيب العين مسببة تلف العصب البصري بمرور الوقت،
وهو ما قد يتسبب في إصابة المريض بفقدان البصر التام في غضون بضع سنوات.

تبدأ الإصابة بالمياه الزرقاء في العين مع ارتفاع ضغط العين بصورة غير عادية نتيجة زيادة إنتاج السوائل في العين
أو انسداد قنوات تصريفها، مما يشكل ضغط على العين وتأكل أنسجة العصب البصري المسئول
عن إرسال الإشارات والمعلومات من العين إلى المخ.

مع استمرار تآكل العصب البصري دون علاج المياه الزرقاء في العين، يؤثر الأمر على ضعف النظر الطبيعي
ويزداد الأمر تدريجياً ويصاحبه بعض الأعراض الأخرى حتى يصل للفقدان التام للرؤية.

يمكن لمن أصيب بالجلوكوما الحفاظ على بصره من خلال اتباع خطط علاج المياه الزرقاء في العين
والزيارات المنتظمة للطبيب لقياس ضغط العين للتأكد من عدم تفاقم الأمر.

أعراض المياه الزرقاء في العين

هناك أنواع من المياه الزرقاء تصيب العين، وتتنوع الأعراض حسب نوع الجلوكوما ويمكن تصنيفها بوجه عام إلى:

–        الزرق مفتوح الزاوية

–        الزرق مغلق الزاوية

أولاً الزرق مفتوح الزاوية: هو النوع لأكثر شيوعاً، ولا تغلق فيه زاوية التصريف بين القزحية والقرنية
لكن الأجزاء الأخرى من نظام تصريف السوائل في العين لا يعمل بكفاءة.

على مدى أشهر أو سنوات يبدأ ضغط العين في الارتفاع ببطء، لأن نظام تصريف السوائل
لا يكون مغلق كلياً ولكنه بطئ ويعمل بشكل غير طبيعي.

وتشمل أعراض الجلوكوما مفتوحة الزاوية:

–        البقع العمياء في مركز الرؤية والتي تتضخم وتصبح أكبر في الحجم وتندمج مع بعضها البعض بمرور الوقت دون علاج المياه الزرقاء في العين

–        فقدان الرؤية المحيطية ويتأخر عادة فقدان الرؤية المركزية

–        المشاكل اليومية في الرؤية مثل عدم رؤية درجات السلم وعدم رؤية بعض الحروف خلال القراءة

–        صعوبة في القيادة

–        لا يصاحب هذا النوع شعور بالألم

ثانياً الزرق مغلق الزاوية: هذا النوع أقل شيوعاً ويطلق عليه هذا الأسم لأن قنوات التصريف
في العين تسد بسبب الضيق في الزاوية بين القرنية والقزحية.

يمكن ان يحدث هذا الانسداد فجأة أو ببطء مثل الزرق مفتوح الزاوية، لذا في الحالة الأولى يرتفع ضغط العين
بسرعة أما إذا كان بطئ فيأخذ وقت يختلف من حالة إلى حالة حتى تبدأ الأعراض في الظهور

يصنف الزرق مغلق الزاوية بأنه الأشد خطراً وتشمل الأعراض:

–        الألم الحاد في العين والرأس

–        الشعور بالغثيان والدوار كرد فعل على زيادة ضغط العين

–        اضطرابات المعدة

–        تشوش الرؤية

–        احمرار في العين

–        الشعور بالانزعاج وعدم وضوح الرؤية

–        الهالات بألوان الطيف حول مصدر الضوء

–        يصبح حجم بؤبؤ العين غير طبيعي

–        فقدان الرؤية المفاجئ

هل هناك أنواع أخرى من المياه الزرقاء؟

هناك 5 أنواع من المياه الزرقاء وهي:

–        الجلوكوما المزمنة: وهي التي يطلق عليها الزرق مفتوح الزاوية

–        الجلوكوما الحادة : ويطلق عليها الزرق مغلق الزاوية والتي تحتاج زيارة الطبيب للحصول على العلاج فوراً لحماية المريض من فقدان البصر

–        الجلوكوما الثانوية: عادة يرتبط هذا النوع بمشاكل مرضية أخرى في العين مثل: إعتام عدسة العين أو الالتهابات في العين، أو الإصابة بداء السكري

–        الجلوكوما الخلقية: يصيب هذا النوع الأطفال حديثي الولادة نتيجة عيب خلقي عند الولادة
ويمكن للأباء ملاحظة بعض الأعراض مثل كبر حجم العينين ووجود تغيم فيها وحساسية الطفل تجاه الضوء وكثرة الدموع

–        الجلوكوما مع التوتر الطبيعي: في هذه الحالة يحدث تلف العصب البصري على الرغم من أن ضغط العين طبيعي
ومن المحتمل في هذه الحالات أن يكون العصب البصري حساس أو لا يحصل على القدر الكاف من الدم،
لكن لم يحدد الأطباء بعد سبب هذه الحالة.

–        الجلوكوما الصباغية: في هذا النوع تتكسر الصبغات الموجودة في الجزء الخلفي لقزحية العين،
لذا تحجب تدفق الدم للعين، مسببة زيادة ضغط العين.

–        الجلوكوما الكاذية: يؤدي تراكم تكتلات البروتين إلى منع تصريف سائل العين مما يزيد الضغط
على العين ويؤثر على العصب البصري في 50% من الحالات.

–        الجلوكوما الرضحية: يصاب العصب  البصري بالتلف في تلك الحالة نتيجة الكدمات أو الإصابات في العين،
وقد تحدث الأعراض على الفور أو بعد سنوات.

–        الجلوكوما الوعائية: في هذه الحالة تنمو أوعية دموية بشكل غير طبيعي لتسد قنوات تصريف سائل العين،
لذا تتجمع مسببة الضغط على العين وهي الحالة التي يصاب بها أغلب مرضى داء السكري.

–        الزرق البطاني القزحي: يؤثر هذا النوع على عين واحدة، وهو نادر الحدوث، وتغطي فيه طبقة غير طبيعية
من الخلايا للسطح الخارجي من القرنية بالإضافة إلى زاوية تصريف السائل فيرتفع ضغط العين

متى يجب زيارة الطبيب؟

عادة لا يفضل ظهور الأعراض من أجل زيارة الطبيب، فالأفضل هو فحص العين الدوري وتقييم ضغط العين،
لكونه العامل الأساسي لمرض المياه الزرقاء.

وبشكل عام، ينصح أطباء مركز عيون بفحص العين مرة سنوياً لمن تجاوز سن الـ 40 أو لديه تاريخ مرضى
في العائلة للإصابة بالمياه الزرقاء في العين، أو كان من مريض بداء السكري أو القصر الشديد في النظر

التعرض لاضطرابات شديدة في العين مثل الألم الحاد أو احمرار العين المستمر وفقدان الرؤية المفاجئ أو التشوش
دون أسباب واضحة يمكن زيارة مركز عيون للفحص والتأكد من الإصابة ب
مرض المياه الزرقاء “الجلوكوما” أم لا.

لماذا يعتبر التشخيص المبكر للمياه الزرقاء أمراً هاماً؟

في العادة، لا تظهر أعراض المياه الزرقاء بمجرد الإصابة لكنها تحدث بعد ارتفاع ضغط العين بالفعل
وبداية تلف العصب البصري في بعض الحالات وتزداد تدريجياً لذا قد لا يلاحظها المريض في البداية،
وهو ما يجعل فحص العين الدوري مهم لتشخيص المرض في المرحلة الأولية

يجب العلم بأن الأضرار التي تصيب العصب البصري نتيجة عدم علاج المياه الزرقاء في العين مبكراً
هي أضرار دائمة ولا يمكن عكسها، لذا كلما كان الضرر أكبر كلما تضررت الرؤية وأصبح من الصعب استعادتها،
أما إذا كان العلاج مبكراً فإن الضرر يكون بسيطً ويمكن التغلب عليه بسهولة.

من هم  المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء في العين؟

يزداد خطر الإصابة بالمياه الزرقاء بسبب بعض العوامل التي تتمثل في:

–        السن: من تزداد أعمارهم عن 60 عاماً.

–        التاريخ العائلي: بعض عوامل الإصابة بالمياه الزرقاء وراثية لذا فإن من لديهم تاريخ وراثي يجب عليهم الانتباه ومراجعة الطبيب بانتظام

–        التاريخ المرضي: المرضى بداء السكري وارتفاع ضغط العين وأمراض القلب أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمياه الزرقاء في العين

–        التاريخ الطبي: في حالة خضوع المريض لعمليات جراحية في العين من قبل يمكن أن تكون الجلوكوما أحد مضاعفاتها

–        مشاكل العين: من تعرضوا للإصابات أو الكدمات في العين أو الصدمات على الرأس أو الالتهابات المتكررة في العين،
أو أصحاب القرنية الرقيقة بشكل غير طبيعي وقصر النظر أو طول النظر المبالغ فيه معرضون للإصابة بالمياه الزرقاء

–        الآثار الجانبية لبعض الأدوية: بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج الذئبة الحمراء أو أدوية تثبيت المناعة ومقاومة الالتهابات يمكن أن تزيد من ضغط العين

مضاعفات الإصابة بالمياه الزرقاء في العين

لا ترتبط المضاعفات بمجرد الإصابة بالجلوكوما، لكنها تحدث في حالة عدم علاج المياه الزرقاء في العين
وتجاهل المريض للأعراض الأولى أو تعامل معها بشكل غير صحيح.

تحدث المضاعفات فجأة أو على المدى البعيد، طبقاً لنوع المياه الزرقاء التي أصيب بها المريض،
ومرحلة الإصابة، وعادة تكون أحد العينين أكثر تأثراً من الأخرى.

وبشكل عام تتمثل المضاعفات التي تحدث نتيجة إهمال علاج المياه الزرقاء في العين في:

  •   فقدان البصر التام
  •   فقدان الرؤية المحيطية “على جانبي العين”، أو الرؤية المركزية
  •   الإصابة بوزمة القرنية المزمنة: وهي تعني تجمع السائل في القرنية مسبباً ضبابية الرؤية

تشخيص الإصابة بالمياه الزرقاء في العين:

للتأكد من الإصابة بالمياه الزرقاء في العين، يخضع المريض لعدد من الفحوصات وهي:

–        فحص العصب البصري: يحتاج هذا الفحص توسيع بؤبؤ العين من خلال القطرات لإجراء فحص شامل

–        فحص زاوية العين من أجل معرفة نوع المياه الزرقاء

–        قياس ضغط العين

–        قياس سمك العصب البصري

علاج المياه الزرقاء في العين:

تعتمد الفكرة الأساسية في علاج المياه الزرقاء في العين على منع تدهور الحالة والسيطرة عليها بإعادة ضغط العين
إلى المعدلات الطبيعية له من خلال  فتح قنوات تصريف سائل العين في حالة انسدادها، أو تقليل معدلات إنتاجه إذا كانت غير طبيعية.

تشمل الخيارات العلاجية للمياه الزرقاء في العين:

–        القطرات الطبية: تعمل القطرات الطبية على تحقيق الفكرة السابقة وتنقسم إلى قطرات طبية تقلل إنتاج السائل أو قطرات طبية تحسن عملية التصريف.

بعض قطرات علاج المياه الزرقاء في العين تسبب احمرار العين أو الشعور بعدم الراحة بالإضافة إلى بعض الأثار الجانبية التي يجب استشارة الطبيب بشأنها.

–        الأدوية الفموية: قطرات العين بمفردها لن تكون كافية لذا يصف الطبيب الأدوية التي تتناول عن طريق الفم
وفي حالة عدم قدرة هذه الطرق السيطرة على المياه الزرقاء يبدأ الطبيب في الانتقال إلى الإجراءات الجراحية

علاج المياه الزرقاء في العين بالليزر

يوجد أنواع من الإجراءات الجراحية لعلاج المياه الزرقاء في العين والتي تتمثل في:

–        الليزر: يعمل الليزر على علاج الجلوكوما مفتوحة الزاوية من خلال إجراء شق صغير في الشبكة التي يوجد بها قنوات تصريف السائل،
ويحتاج المريض عدة أسابيع للتعافي

–        العلاج بالترشيح: خلال هذا الإجراء يقوم الجراح بعمل شق في بياض العين وإزالة جزء من الشبكة الصلبة
للمساعدة على زيادة تصريف السائل وتخفيف الضغط على العين،
ويمكن اللجوء لهذا الإجراء مع حالات الجلوكوما الخلقية أو الزرق مغلق الزاوية

–        ليزر دايود: يستخدم هذا النوع لتدمير بعض الخلايا التي تفرز السائل لخفض ضغط العين،
ويطلق عليه الكي بالليزر ويستخدم عادة في الحالات المتقدمة التي لم تستجب إلى أي أنواع أخرى من العلاج
سواء كانت الجلوكوما مفتوحة الزاوية أو مغلقة الزاوية أو الثانوية .

        ليزر دايود الذي يُستخدم لكيّ الجسم الهدبي الذي يفرز سائل العين؛ وبهذا يقوم بتدمير الخلايا التي تفرز السائل، وينتج عن ذلك انخفاض ضغط العين.

يستخدم الكي بالليزر أو ليزر دايود كما يطلق عليه في الحالات التي لا تستجيب للطرق العلاجية الأخرى،
أو الحالات المتقدمة،سواء كان نوع الجلوكما مفتوح الزاوية أو مغلق أو جلوكوما ثانوية.

        تركيب الصمامات : لا تخلف الفكرة الأساسية لهذه العملية عن الأفكار السابقة فهي تهدف لإخراج السائل المتراكم
داخل العين تحت الملتحمة من خلال زرع صمامات تساعد على تصريفه.


هناك العديد من أنواع الصمامات الحديثة التي أحدثت طفرة في علاج المياه الزرقاء في العين، وتثبت على صلبة العين
من الخارج تحت الملتحمة تديدداً، ثم تزرع أنبوبة دقيقة للسماح بتصريف سائل العين وخفض الضغط وتجنب استمرار التلف في العصب البصري.

 

هل عملية إزالة المياه الزرقاء خطيرة؟

لا تعتبر عملية المياه الزرقاء خطرة، لكنها مثل باقي الجراحات قد يصاحبها أثار جانبية
ولكنها تختفي بعد فترة خاصة مع اتباع تعليمات الطبيب خلال الفترة التي تلي العملية.

و تتمثل المضاعفات المحتملة في:

–        تورم العين

–        الإصابة بإعتام عدسة العين “المياه البيضاء”

–        انخفاض كبير في فقد العين

–        نزيف العين

–        الإصابة بالعدوى

–        تندب القرنية

نسب نجاح علاج المياه الزرقاء في العين

يخشى بعض المرضى من الخضوع للعمليات الجراحية، لكن إزالة المياه البيضاء بالليزر تعد عملية آمنة
وفعالة في خفض درجة العين بنسبة تصل إلى 90% في خفض ضغط العين وتصريف السائل.

تزداد نسب نجاح عملية إزالة المياه الزرقاء بالليزر على حالة المريض ومدى تلف العصب البصري،
وتختلف الفترة التي يتعافى فيها المريض حسب نوع الإجراء المتبع.

لذا فإن ضبابية العين بعد العملية أمر طبيعي خلال فترة التعافي، وتتحسن الرؤية تدريجياً خلال بضعة أيام
ويحصل المريض على النتيجة النهائية بثبات الرؤية في فترة من 3 إلى 6 أسابيع

 

 هل يمكن الخضوع لتصحيح النظر بالليزك بعد التعافي من المياه الزرقاء؟

نعم يمكن بعد علاج المياه الزرقاء في العين الخضوع لعملية الليزك تصحيح الأخطاء الانكسارية لكن هذا يتطلب في البداية التأكد من التحكم بمستوى ضغط العين.

ولا تؤثر عملية تصحيح الإبصار على المتابعة الدورية لضغط العين، فالمريض يمكنه تصحيح الأخطاء
الانكسارية بشكل أمن مع الاستمرار في متابعة حالة الجلوكوما

نصائح بعد عملية علاج المياه الزرقاء في العين

هذه النصائح تسرع من عملية التعافي وتضمن نجاح العملية وتتمثل في:

        عدم قيادة السيارة خلال الأسابيع الأولى من الجراحة والتأكد من الحصول على الإذن من الطبيب للعودة للقيادة.

        الحرص على الاسترخاء خلال فترة التعافي دون بذل مجهود عنيف أو حمل أشياء ثقيلة،
وإذا كان العمل يتطلب التركيز يمكن الحصول على إجازة لحين التعافي

        الالتزام التام بالقطرات الطبية والأدوية التي يصفها الطبيب

        عدم ملامسة المياه للعين خلال الأيام الأولى من الجراحة

كيف يمكن الوقاية من فقدان البصر نتيجة الإصابة بالمياه الزرقاء في العين؟

أغلب حالات الإصابة بالمياه الزرقاء في العين يعانوا من تضرر في الرؤية تختلف بالطبع من حالة إلى أخرى وفقاً لسرعة الخضوع للعلاج بالإضافة إلى نوع الجلوكوما.

عاجة من يخضع للفحص الشامل يمكنه اكتشاف الأمر مبكراً وتجنب حدوث تلف العصب البصري الذي ينتهي عادة بفقدان النظر،
حتى في حالة تضرر أحد العينين كلياً، يمكن السيطرة على العين الأخرى.

تعتمد فعالية العلاج على التشخيص في الوقت المناسب، لذا إذا كانت من المعرضين لخطر الإصابة أو تعاني من أعراض
في الرؤية يمكن زيارة مركز عيون، للخضوع للفحص على أيدي أفضل الأطباء بأحدث التقنيات