علاج انفصال الشبكية في مصر
تمثل شبكية العين الجزء الأهم في عملية الإبصار، لأنها تحلل الضوء الذي يصل إليها من عدسة العين إلى إشارات كهربائية تصل إلى المخ عبر
العصب البصري لتتم عملية الرؤية، لكنها مثل جميع أجزاء الجسم تصاب بما يطلق عليه انفصال الشبكية.
لا يمكن إهمال علاج انفصال الشبكية لأنها تعتبر حالة طارئة تصل مضاعفاتها إلى فقدان النظر الدائم،
لذا يحتاج الجميع لمعرفة الأعراض التي قد تمثل خطراً مرتبط بانفصال الشبكية من أجل زيارة الطبيب فوراً، وما هي أفضل طرق علاج انفصال الشبكية؟
ما هو انفصال الشبكية؟
يحدث انفصال الشبكية عندما تتحرك طبقة من الجزء الخلفي منها بعيداً عن مكانها الطبيعي،
وبالتالي تنفصل عن طبقة الأوعية الدموية المغذية لها بالإكسجين والعناصر الغذائية.
يتجمع على إثر هذا الانفصال سائل في الفراغ بين طبقتي القرنية، لذا لا تصل التغذية أو الدماء إلى الطبقة الحسية العصبية الشبكية
وهو ما يؤدي لفقدان البصر غير قابل للتعويض في بعض الحالات في حالات إهمال علاج الشبكية لفترة طويلة.
أعراض انفصال الشبكية
لا يسبب انفصال الشبكية الشعور بالألم، لكن هناك علامات تحذيرية يشعر بها المريض تدل على حدوثه، وتتمثل في:
– ضعف الرؤية
– ظهور ومضات ضوئية مفاجئة وعوامات أمام العين وهو ما يعني ظهور أجسام تسبح في مجال الرؤية
– انخفاض الرؤية الجانبية تدريجياً
– ظهور ما يشبه الستارة أمام العين وهي الظلال أمام العين
– فقدان الرؤية المركزية
عند ظهور أي من الأعراض السابقة لا يجب التردد في زيارة طبيب العين فوراً، لتجنب فقدان البصر الدائم،
خاصة أن الإهمال في علاج انفصال الشبكية قد لا يتطلب أيام طويلة فالأمر يكفي فيه أيام ويعاني المريض من المضاعفات.
أمراض ترتبط بانفصال الشبكية:
يحدث تراجع طبقة من الشبكية عن وضعها الطبيعي بسبب أسباب تتعلق بـ :
– تمزق ذاتي في الشبكية يسمح بمرور السائل بين طبقات الشبكية، ويعتبر التقدم في السن “الشيخوخة”، هو السبب الأكثر شيوعاً لهذه الحالة.
– تنمو أنسجة ندبية على سطح العين في حالة حدوث الانفصال مما يسبب انسداد شبكية العين في الجزء الخلفي ويعتبر مرض السكر هو السبب الرئيسي لتلك الحالة.
– تتراكم السوائل تحت الشبكية بسبب الالتهابات في العين والأورام والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بانفصال الشبكية:
هناك بعض العوامل التي يعتبرها البعض سبب في حدوث انفصال الشبكية، لكنها لا تتسبب في الإصابة به للجميع فهي مجرد عوامل تزيد خطر الإصابة وهي:
– الشيخوخة: يزداد خطر الإصابة مع تجاوز الأشخاص سن الخمسين عاماً.
– وجود تاريخ عائلي من الإصابة بانفصال الشبكية
– حالات قصر النظر الشديد “الحسر” أو إصابات العين الحادة
– الجراحات السابقة في العين: قد يحدث انفصال الشبكية كأحد مضاعفات العمليات الأخرى في العين مثل إزالة المياه البيضاء أو الجلوكوما وغيرها.
– الإصابة بالأمراض السابقة في الشبكية مثل الالتهاب القزحي وترقق الشبكية المحيطة
– الإصابة بالانفصال في أحد العينين.
أنواع انفصال الشبكية:
هناك 3 أنواع من انفصال الشبكية وهي:
- انفصال الشبكية الذاتي : يعد هذا النواع الأكثر شيوعاً لحالات انفصال الشبكية، ويحدث نتيجة تمزق أو ثقب يسمح بمرور السوائل في العين
وتجمعها تحت الشبكية، مما ينتج عنه انفصالها عن الأنسجة الموجودة أسفلها.
يطلق على هذا النوع انفصال الجسم الزجاجي الخلفي، ويرتبط عادة بالشيخوخة،
حيث أن التقدم في السن يتسبب في تغير قوام الجسم الزجاجي وهي المادة الشبيهة بالهلام داخل العين
والتي تبدأ في التقلص لتصبح أشبه بالسائل لذا يحدث انفصال هذا الجسم الزجاجي عن سطح الشبكية،
وقد لا تظهر معه أعراض، لكنه يترتب عليه حدوث تمزق بسبب الضغط الذي يمثله هذا السائل على الشبكية.
تفقد المناطق التي تنفصل فيها الشبكية التغذية التي تصل إليها من خلال الأوعية الدموية وبالتالي يتوقف عن أداء وظيفتها مما يؤدي إلى فقدان البصر.
- انفصال الشبكية الشدي: يحدث هذا النوع من الانفصال عندما يتكون نسيج مثقوب على سخ الشبكية،
لذا تنفصل الشبكية عن السطح الخلفي، ويكون أصحاب داء السكري عادة أكثر عرضة لهذا النوع خاصة مع عدم ضبط معدلات السكر لديهم. - انفصال الشبكية النضحي: يختلف هذا النوع عن النوعين السابقين في عدم وجود ثقوب أو تمزقات في الشبكية
لكنه يحدث نتيجة تراكم السوائل خلف الشبكية نتيجة الإصابة ببعض الأمراض التي قد تكون مرتبطة بالسن مثل التنكس البقعي،
أو إصابة العين بالجروح، أو الإصابة بالأورام، والالتهابات.
مراحل علاج انفصال الشبكية
قبل البدء في علاج انفصال الشبكية، يخضع المريض إلى التشخيص لتحديد شدة الانفصال وتتمثل هذه الخطوات في:
– فحص الشبكية: يعتمد هذا الفحص على تركيز الضوء الساطع على العين لفحص الشبكية لرؤية أي ثقوب
أو تمزق في الشبكية من خلال الصورة الدقيقة التي يتم الحصول عليها للعين.
– تصوير العين بالموجات فوق الصوتية: يلجأ الطبيب لهذا الاختبار في حالة حدوث نزيف في الشبكية يعيق تجمع الدماء في العين فحص الشبكية.
– التصوير المقطعي: يضع المريض في البداية قطرات العين ثم يجلس أمام جهاز لمسح العين من خلال الأشعة دون أن يسمها.
حتى إن كانت الأعراض في عين واحدة يفضل الطبيب فحص العينين، ويتكرر هذا الفحص بعد أسابيع قليلة للتأكد
من عدم حدوث تمزق ناتج عن انفصال الجسم الزجاجي، لذا يستدعي ظهور أعراض جديدة العودة للطبيب من جديد.
طرق علاج انفصال الشبكية
تختلف طرق علاج انفصال الشبكية على حسب شدة الإصابة، لذا فإن هناك عدة خيارات جراحية، للحفاظ على البصر، وتتمثل في :
- علاج انفصال الشبكية بالليزر الحراري “التخثر الضوئي”: خلال هذه التقنية يسلط الطبيب شعاع الليزر على العين
عبر الحدقة لربط الشبكة بالأنسجة الممزقة من خلال الندوب التي يشكلها الليزر وتلتحم مع الأنسجة السفلية،
وعادة يتم اللجوء إلى هذا الخيار العلاجي في حالة حدوث التمزق أو الثقوب في الشبكية مع بقاء اتصال شبكية العين.
- علاج انفصال الشبكية بالتبريد: يتم وضع القطرات المخدرة في العين، ثم يوجه مسباراً مجمداً على العين لتجميد طبقات العين
وتشكيل ندبة تعمل على إلتحام الشبكية، ويتشابه تأثرها مع العلاج بالليزر ولكن يتم اختيار هذا النوع بدلاً من الليزر في حالة وجود
أجزاء من الشبكية منفصلة بالفعل عن الجزء الخلفي في العين على عكس الليزر الحراري الذي لا يستخدم إلا إذا كانت طبقات الشكية لم تنفصل بعد.
يتم اللجوء إلى النوعين السابقين من الإجراءات الجراحية لعلاج انفصال الشبكية في المراحل المبكرة.
- تثبيت الشبكية الغازي: إذا كان التمزق ضغيراً في الشبكية يلجأ الطبيب لذلك الأجراء من خلال حقن فقاعة من الهواء
أو الغاز داخل الجسم الزجاجي “مركز العين”، وتشكل هذه الفقاعة ضغط على شبكية العين من خلال دفع المنطقة المصابة بالثقب
فيها إلى الاتجاه إلى جدار العين من جديد، مما يمنع تدفق السوائل إلى المنطقة الموجودة خلف الشبكية.
يمكن بعد الانتهاء من حقن الفقاعة في العين اللجوء إلى الليزر الحراري أو التجميد لإغلاق التمزق بالكامل،
ويحتاج المريض إلى تثبيت رأسه في وضع معين عدة أيام، وفي النهاية تختفي الفقاعة تلقائياَ بعد فترة معينة.
- التحزيم الصلب: يطلق على هذه الطريقة لعلاج انفصال الشبكية اسم “مشبك الصلبة”: يستخدم الطبيب شريط من مادة السيليكون
لربطه حول العين لتثبيت الشبكية في مكانها، وتعمل على دفع التمزق إلى الاندماج من جديد مع شبيكة العين،
ولا يمكن رؤية هذا الشريط ويبقى ملتصقاً بها بشكل دائم، وفي النهاية يتسخدم الطبيب الليزر أو التجميد لغلق التمزق بالكامل.
- استئصال زجاجية العين: عندما يكون التمزق كبيراً في شبكية العين يلجأ الطبيب لهذا الإجراء،
حيث يتم إزالة الجسم الزجاجي الموجود في منتصف العين، وذلك لتسهيل الوصول إلى الشبكية وإصلاح الثقوب أو الانفصال فيها بالليزر
ثم حقن الهواء أو الغاز أو زيت السيليكون في الفراغ خلق الجسم الزجاجي، وفي النهاية يٌمتص الهواء أو الغاز وتمتلى المساحة الزجاجية بسائل من الجسم.
تستغرق هذه العملية وقت أطول من الإجراءات السابقة خاصة أن إصابة الشبكية فيها تكون في مرحلة متقدمة،
وقد يحتاج المريض إلى الجمع بين إجراء استئصال الجسم الزجاجي و مشبك الصلبة.
يعتمد نوع التخدير سواء موضعي أو تخدير كامل حسب حالة المريض وشدة انفصال الشبكية ومدة الجراحة،
وفي الحالات الذي يكون فيها الإجراء بسيط يمكن العودة إلى المنزل في نفس اليوم، مع العودة للطبيب من أجل الاستشارة في اليوم التالي،
ولكن في حالات أخرى قد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى من يوم إلى 3 أيام وفق درجة تعقد الجراحة.
بالنسبة للتخدير أثناء العلاج باستخدام طريقة الإستئصال وطريقة ، يمكن إختيار تخدير التنويم أو التخدير الموضعي حسب حالة المريض ومدة الجراحة،
المريض الذي يعاني من إنفصال شبكية العين غير معقدة يمكن العودة إلى المنزل على الفور بعد الجراحة ثم مراجعة الطبيب في اليوم التالي ،
وهناك بعض الحالات قد يحتاج للتنويم في المستشفى 1 – 3 أيام وفقًا لاحتياجات المريض
ماذا بعد علاج انفصال الشبكية؟
هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن المريض بانفصال الشبكية حول المرحلة التالية للعلاج،
والتي تتعلق بمدى اختفاء الأعراض التي عانى منها وتحسن الرؤية، ومن بينها:
– هل يمكن استعادة الرؤية بعد علاج انفصال الشبكية: تتجاوز نسب نجاح الإجراءات السابقة خاصة مع حالات الإصابة المبكرة أكثر من 90%،
لكن الرؤية تتحسن تدريجياً على مدار أشهر، وفي بعض الحالات قد لا تعود الرؤية بشكل كامل خاصة للمرضى الذين يعانون
من انفصال الشبيكة المزمن أو من أهملوا في علاج انفصال الشبكية لفترة طويلة.
كلما زادت شدة انفصال الشبكية زادت الفترة التي يحتاجها المريض للعلاج وبالتالي تقل إمكانية تحسن الرؤية بشكل كبير بعدها.
– متى تتحسن الرؤية بعد علاج انفصال الشبكية: قد يشعر المريض بعدم الراحة في العين لعدة أسابيع بعد الإجراءات السابقة،
وتستغرق المدة الذي يستقر فيها البصر من 3 إلى 6 أشهر.
نصيحة مركز عيون لعلاج انفصال الشبكية:
على الرغم من أن انفصال الشبكية مرض غير مؤلم إلا أنه خطير للغاية وبسبب فقدان البصرا التام في بعض الحالات،
لذا فإن أي من الأعراض المفاجئة في العين مثل الومضات أو مشاكل الرؤية الجانبية وظهور العوامات أمام العين،
يستلزم استشارة الطبيب فوراً دون تأجيل، ويمكن اللجوء إلى مركز عيون من أجل الرعاية الوقائية لتجنب المضاعفات غير المحمودة
من خلال الفحص الدوري للعين خاصة لمن لديهم أحد عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة.